المهارات الإدارية:
تتضمن العمليات الإدارية أبعاداً مختلفة ومعقدة من الأدوار والمهام التي ينبغي أن يضطلع بها لامدير في مختلف جوانب النشاطات التي يقوم بإددارتها وقد أشار الباحث روبرت كاتس إلى ضرورة توافر ثلاث أنواع من المهارات التي يجب أن يتسم بها المدير وهي:
أ. المهارات الفنية:
وتمثل جميع المهارات الفنةي من معارف وتخصص في مديان معين من التخصصات التقنية كهندسة الكمبيوتر والتصنيع والمحاسبة وغيرها من التخصصات والمعارف المطلوبة لإنجاز الأداء المعين، وتكمن أهمية توافر هذه المهارات في المستويات الإدارية الدنيا سيما وأن المدراء في المستوى الإِشرافي غالباً ما يرتبط بالجوانب الفنية في الأداء للعاملين ولذا لابد وأ تتوافر لدى هؤلاء المدراء المهارات الفنية اللازمة لمتابعة الإنجاز الفني للعاملين لديهم.
ب. المهارات الإنسانية:
وتتضمن جميع المهارات الإنسانية والقابليات التي يجب أن يتسم بها المدراء في التعامل مع الفرد والجماعات العاملة على حد سواء، بحيث يستطيع أن يتواصل مع العاملين بالتوجيه والقيادة والتحفيز وسبل الاتصال الفعالة وغيرها من الأنشطة الكفيلة بخلق أجواء التفاعل الإيجابي في الوسط الاجتماعي وزرع الثقة والتواصل والتفاعل وغيرها من الجوانب الهادفة.
ج. المهارات الفكرية (الذهنية):
وتتضمن جميع المهارات الفكرية التي تمثل الفكر المتفتح والمتفاعل مع الجوانب التي تتطلب المعالجات السديدة من مشاكل وتعقيدات وتحديات تواجه المنظمة ككل وكيفية الترابط بين الأجزاء المختلفة لتلك المنظمة بحيث يتعزز لدى ذوي المهارات الفكرية القدرة على رؤية المشاكل والتحديات.
الاتجاهات الفكرية المعاصرة:
إن التطورات الفكرية المعاصرة للإدارة الحديثة أسهمت بشكل واسع النطاق على إفراز العديد من المفاهيم التي ساعدت على إرساء القواعد والمرتكزات المعاصرة للفكر الإداري الحديث وما نجم عنه من تطورات واسعة سيما ظاهرة العولمة، والأخلاق واختلاف الثقافات والريادة والعمل الإلكرتوني وإدارة المعرفة ومنظمة المعرفة وإدارة الجودة وغيرها من المفاهيم التي أثرت الأنشطة الإدارية وجعلت منها علماً متسارعاً في التطوير والتحسين المستمر.
1. العولمة:
لقد اتسمت العولمة على إلغاء الحدود الإقليمية وبوز المجتمع وكأنه قرية صغيرة يستطيع الفرد أو الجماعة أو المنظمة من التفاعل بصورة واسعطة من أقصى المعمورة إلى أقصاها بسرعة فائقة في مختلف مجالات العمل الإداري والتنظيمي وهذا ما جعل العملية الإدارية تستوعب آفاق المجتمعات المختلفة بثقافاتها واتجاهاتها وقيما وحضارتها...الخ، لكي تحقق إمكانية الدخول لأسواقها والتعامل مع المستهلكين لديها بصورة هادفة وفاعلة. والعولمة ظاهرة إنسانية تفاقم دورها وأثرها في المجتمعات المعاصرة بشكل ساهم في التفاعلات الحضارية والثقافية لمختلف المجتمعات الإنسانية.
2. الأخلاقيات:
إن العمل الإداري وممارسة الأنشطة الإدارية والتنظيمية لأي مدير تتطلب بلا أدنى شك أن يتعامل مع الأفراد سواء المستهلكين، العاملين، المساهمين، المجهزين، المنافسين، الدولة...الخ من الأفراد والجماعات والمنظمات التي تتعامل معها المنظمة المعنية ولذا فإن ذلك يتطلب التمتع بقدر واسع من الأخلاق والأعراف القادرة على التفاعل مع الآخرين ولذا فقد تزايد الاهتمام في تشغيل العاملين من ذوي الكفاءات التعليمية العالية كالجامعات والمعاهد التخصصية، كما تم التركيز على بناء القيم الجوهرية والثقافة الخاصة بالمنظمة المعنية بحيث يشارك هؤلاء العاملين بها في مختلف تلك القيم والأخلاق بغية اعتمادها قاعدة في بناء وتوجيه السلوك الإنساني وتنشيط دوره نحو تحقيق أهداف المنظمة ويعد التركيز على القيم وأخلاقيات المهن المختلفة من الظواهر التي برزت آثارها بشكل واضح المعالم في منظمات اليوم، ولعبت أثراً فعالاً في نجاح وتحقيق المنظمات لأهدافها الإستراتيجية.
3. التباين في القوى العاملة:
لقد برزت ظاهرة عدم التجانس (التماثل) في القوى العاملة في ظل الإدارة المعاصرة بشكل واسع النطاق من خلال التباين في الجنس، الأقليات، الأخلاق والثقافات وغيرها من الظواهر التي شاعت بشكل كبير في مختلف المجتمعات الإنسانية، إذ أن هذه الظاهرة أصبحت أكثر وضوحاً مما كانت عليه بالأمس إذ قلما تجد مجتمعاً أو منظمة تحتوي عناصر مختلفة من الأجناس البشرية ذات القيم والثقافات والأخلاق المختلفة ولذا فإن المدراء في المنظمات لابد وأن يتعاملون مع هؤلاء في ظل مختلف الجوانب إذ غالباً ما يلجأ العاملون من كبار السن للعمل ساعات أطول ودون رغبة منهم بالتقاعد وقد حققت هذه الظاهرة العديد من المنافع للمنظمات العامة والخاصة على حد سواء، كما ساهمت هذه الظاهرة بزيادة تشغيل المرأة في العمل أكثر مما هي قبل وهكذا.
4. الريادة:
تشكل ظاهرة الريادة حالة فاعلة من النشاطات التي تمارسها الجماعات أو الأفراد من خلال بذل الجهود الإدارية والتنظيمية نحو خلق القيم من خلال تحقيق سبل النمو والتحسين في إشباع حاجات الأفراد والجماعات وتشجيعهم نحو العطاء المتميز من خلال الإبداع والتفرد في الأداء ومن أكث وأوسع الحالات شيوعاً بهذا الشأن إذ أن هذه الظاهرة كما تحدث عنها رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب في معرض حديثه عن ظاهرة النظام العالمي الجديد وخصوصاً من يتعلق منها بتنافسية الشركات عابرة القارات في مختلف أرجاء العالم. وقد أشار كلاوس بأن العالم يظن بأنه يعيش في أحضان العولمة بينما هو في الحقيقة تعدى العولمة إلى مفهوم جديد جاءت به إحدى الشركات في العالم وهي شركة (غوغل) إذ أن هذه الشركة تقود توجهاً جديداً يعرف (بالغوغلة) وهي مرحلة ما بعد العولمة حيث استطاعت شركة (غوغل) أن تجعل العولمة هي معيار التنافسية الحقيقة في الأسواق العالمية واستطاعت أن تبيع المعلومة كسلعة سهلة المنال ولكن صعبة الإنتاج. إذ أصبحت غوغل تفوق المنافس العالمي (ياهو) إذ أنها تقود الركب من خلال القواعد الجديدة للبحث ثم تتبعها محركات البحث العالمية الأخرى.
إن السر في وصول غوغل التي أنشأها طالبان من جامعة تستانفورد في أواخر التسعينات من القرن الماضي من خلال اعتماد مؤسسيها على تكوين معادلات رياضية فريدة تستطيع أن تفكر مع الباحث إن صح التعبير وتأتي بالمعلومة ي أسرع وقت ممكن.
5. إدارة الأعمال الإلكترونية:
من الاتجاهات الإدارية المعاصرة بروز ظاهرة الإدارة الإلكترونية والتي يتم من خلالها أداء الأنشطة المختلفة إلكترونياً وخاصة ما ارتبط بالتجارة الإلكترونية إذ يتم ممارسة أنشطة البيع لمختلف السلع والبضائع إلكترونياً، وقد أسهم هذا الاتجاه بخلق ثورة رائعدة في مجالات الأعمال المختلفة.
6. إدارة المعرفة:
إن بروز ظاهرة إدارة المعرفة يعد من الاتجاهات الفكرية المعاصرة للإدارة إذ أنه يمثل التراكمات المعرفية التي يستطيع من خلالها العاملون بالمنظمة من المشاركة الواسعة في أنشطتهم منظمياً ويقومون من خلالها الإنجاز الأفضل في إطار مشاركتهم في استثمار أبعاد المعرفة والتراكم المتاح لديهم. إذ تسعى منظمات اليوم إلى مشاركة العاملين من خلال المعارف المتاحة لديهم وتطوير وتحسين مجالاتهم الإنتاجية والتشغيلية بما يحقق لهم بلوغ الأهداف المتوخاة.
7. منظمة التعلم:
إن التبني الواسع لمنظمة التعلم أصبح من الظواهر المعاصرة في تحقيق أبعاد النجاح الفعال في الوصول لأفضل الإنجازات التي تتطلبها مواصة التحسن المستمر والتطور الفعال، إذ تقوم منظمة التعلم اليوم على أساس تحقيق ثلاث أبعاد أساسية وهي:
1. التعلم
2. التكيف
3. التغير
إذ أن منظمات اليوم لكي تمارس دورها في البقاء والاستمرار لابد لها أن تتعلم أولاً ثم أن تتكيف مع مجالات التعلم بعد ذلك لا بد لها أن تتغير إذ أن حالات التغير تعتبر المعيار التي تلجأ إليه المنظمات لمواصلة البقاء والاستمار، سيما وأن التغيير بطبيعته الحالة الحقيقة والدائمة في الحياة فالاستقرار أو الثبات يمثل الموت والتغير يمثل الحياة ومواصلة الاستمرار فيها.
8. إدارة الجودة:
إن القرن الحادي والعشرين يمثل قرن الجودة إذ أن ظاهرة إدارة الجودة الشاملة أصبحت من أكثر الظواهر شيوعاً انتهاجاً من قبل العديد من المنظمات سواء في المجتمعات المتقدمة أو النامية على حد سواء، وظاهرة الجودة تمثل الإطار الفكري والفلسفي الذي تتبناه الإدارة في استخدامها لثلاث مرتكزات أساسية هي:
أ. تحقيق رضا المستهلك
ب. التحسين المستمر
ج. إسهام جميع العاملين.
إن إدارة الفكر النوعي الشامل ساهمت بشكل كبير في تحسين قدرات المنظمات الإنسانية المختلفة في مختلف مجالات الأداء الإنتاجي والخدمي على تثوي طاقات الأفراد وتحقيقهم للإنجاز النوعي بالجودة التي تساهم في إشباع حاجات المستهلكين المتنامية وتطوير سبل تحقيق رغباتهم المتوقعة في جميع المجالات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق